روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | مواقف مرفوضة في عش الزوجية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > مواقف مرفوضة في عش الزوجية


  مواقف مرفوضة في عش الزوجية
     عدد مرات المشاهدة: 3845        عدد مرات الإرسال: 0

قد الزواج يفرض حقوقا وواجبات متبادلة بين الزوجين قوامها حسن العشرة بمفهومها الشامل الذي يستوعب الحاجات المادية والنفسية علي السواء‏.‏

ولكن عدم تفهم الزوجين لطبيعة الحياة الزوجية يهدد الأسرة بالقلق الذي ينتهي بها الي التفكك أو التمزق.

وتتجلي أبرز مشاكل عش الزوجية في صور متعددة يذكرها لنا الدكتور محمد أنور محروس رئيس قسم الاجتماع بجامعة حلوان، علي سبيل المثال لا الحصر فيقول:

¤ الأمر الأول والأهم هو إهمال الأم لرسالتها الأولي:

إذ إقتضت حكمة الله في خلقه أن يقوم البناء الإجتماعي للمجتمع علي أساس الأسرة التي هي نواة المجتمع والبنية الأولي حيث يتميز الرجل والمرأة بخصائص يكمل بها كل منهما الآخر في تكامل نفسي وإجتماعي وبدني حيث لا تقوم الحياة بدونه وتتعطل الحياة اذا إستقل أحد الزوجين بنفسه أو ترك إختصاصه الي الآخر فكل ميسر لما خلق له.

والخطأ الفادح أن تهجر المرأة بيتها وتهمل رسالتها السامية التي خلقت لها، الاسلام لا يمنعها المشاركة الإيجابية في الحياة مادام ذلك لا يطغي علي عملها في البيت أو يكون علي حسابه، ولكن المرفوض أن يؤدي العمل خارج المنزل الي إهمالها لشئون بيتها وأولادها وزوجها مما يترتب عليه الإضطراب في حياة الأسرة وتقويض روح الترابط العائلي.

ولقد أعد الله الجزاء الحسن لمن أطاعه وأعد العقاب في الآخرة لمن عصاه رجلا كان أو امرأة قال تعالي: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون}.

ويشير د. أنور محروس إلى أن هناك تخطيطا دوليا يتعهد بأن تتخلي المرأة الشرقية وبالأخص المسلمة عن رسالتها الأولي بحجة حقها في مشاركة الرجل في معترك الحياة وأن تخرج من بيتها الي عمل لا يتفق مع فطرتها وطبيعتها مما نشأ عنه ظاهرة الحيرة والتمزق التي تواجه الأسرة المسلمة الآن.

وقد تبني القائمون علي هذه المؤتمرات الدولية التي إنتشرت في ربوع العالم الإسلامي أفكارا تروج لتحرير المرأة وإنسلاخها عن دورها الطبيعي في الحياة، والمرأة لأميتها الدينية وعدم وعيها بأهمية وجودها في بيتها تستقبل هذه الأفكار والمفاهيم دون فقه لأبعادها أو معرفة ما تهدف إليه مما يؤدي إلي خطر فادح يؤثر علي إستقرار الأسرة وسلامة كيانها.

هذه الأفكار الهدامة تركت بصماتها علي العديد من النساء اللاتي عشن مناخا من الحرية دون نقد أو تمحيص لدعاوى تحرير المرأة وتأكيد إستقلالها وحقها في العمل حتي ولو لم يرغب وليها.

وليس الاهمال مقصورا علي حرصها علي العمل خارج البيت فحسب، وانما ينتقل إلي بعض التقاليد والعادات الضارة كالإسراف في العلاقات الإجتماعية مثل الزيارات المتعددة دونما طائل من ورائها حيث يضيع الوقت في ثرثرة وأحاديث ضررها أكثر من نفعها وينقلب حال البيت رأسا علي عقب من مكان للراحة والسعادة تقر به عين الزوج والأبناء إلي مجلس للزيارات والقيل والقال.

ليصل الأمر في نهاية المطاف الي الخادمة التي تقوم بما يطلبه الأطفال من الأم وما يطلبه الأبناء من الأب، أو ما يطلبه الأب من الزوجة من رعاية وإهتمام مما يفقد الأسرة علاقة الوجه للوجه الذي يعزز الرابطة العائلية والدفء العاطفي والشعور الوجداني بين أفرادها.

¤ الأمر الثاني المرفوض في عش الزوجية:

يتركز في تراجع القوامة التي منحها الله تعالي للرجل بمعني المسئولية الإجتماعية الشاملة حيث لا يقتصر الأمر علي مسئوليته عن الإنفاق المادي فقط بل ينبغي وجوده وحضوره بين أفراد أسرته وأن يشعر الجميع بقربه منهم يشاركهم في أمورهم ورغباتهم في حلهم وترحالهم خارج البيت في نزهات أو زيارات حتي يكون القدوة الحسنة لأفراد أسرته وليكن لنا في ذلك قدوة حسنة نستمدها من رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم الذي ضرب أسمي وأرقي مثالا في ذلك وطبقا لقول الله تعالي: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} وفي هذا النموذج حماية ووقاية للأسرة من أسباب التفرق والتقاطع في ظل أب يغدق الحنان والعطف إلي جانب الشدة والقسوة اذا إقتضي الأمر كما قال الشاعر:

وقسا ليزدجروا ومن يك حازما *** فليقس أحيانا علي من يرحم

ولذا لابد من التركيز علي أن عدم فهم الرجل لجوهر القوامة يجعله يقصر في واجباته نحو زوجته وأولاده، وقد يعتقد أنه بمقتضي هذه القوامة أن له الحرية المطلقة في أن يفعل ما يشاء دون مراجعة من أحد من أفراد أسرته، وهذا السلوك يساعد علي تشتيت شمل الأسرة وفتور العلاقة الزوجية، وقد يصل الأمر الي الشك الذي يدمر هذه العلاقة ويحولها الي أسرة كرتونية تحتفظ بالشكل دون الجوهر.

وقد يكون تقصير الرجل في القيام بواجباته وغيابه كثيرا عن بيته مبررا للزوجة في أن تثأر لنفسها من تصرفات زوجها فتكثر مرات خروجها من البيت وتختلط مع الجارات والقريبات في لقاءات قد تسهم في تدمير العلاقة الزوجية وزيادة حدة المشكلات الأسرية.

فلا شك أن مسئولية الرجل في أسرته هي نفسها مسئولية ربان السفينة إما أن يقودها إلي بر الأمان والسلامة ويجنبها الأخطار والأضرار وإما أن يصل بها الي الغرق ويكون الفشل في النجاة هو المصير المحتوم لتلك السفينة.

فكذلك الأسرة اذا لم يكن الرجل يقظا وعلي وعي بدوره تجاه أسرته وأبنائه وواجباته فإنها تغرق في دوامة الخلل والغرق في بئر ليس له قرار ويكون مصيرها التفكك والفرقة.

¤ الأمر الثالث المرفوض بالثلث:

هو الطلاق أو التطليق لأتفه الأسباب، وهي مشكلة تعكس بشكل واقعي تفشي الأمية الدينية بما أباحه الله تعالي من التفريق بين الزوجين بعد إستيفاء كل وسائل الاصلاح والعلاج حيث يتسرع الرجل ولا يتبع ما أنزل الله تعالي من المعاشرة بالمعروف وعدم الإستجابة لمشاعر الكراهية والنفور وتحري الدقة قبل إيقاع الطلاق.

وهذه الظاهرة تعد نتاجا طبيعيا للزواج الذي لم يستوف شروطه المشروعة بسبب الأمية الدينية المستفحلة في العلاقة الزوجية.

الكاتب: عبد الرحمن هاشم.

المصدر: موقع المستشار.